top of page

مجتمع الميم والأقليّات الجنسيّة والجندريّة في المُجتمع العربيّ في البلاد

بحث إجرائي قُبيل المُباردة للتغيير الاجتماعيّ

نتائج البحث القُطري لسنة 2021

الباحثة المركزيّة: سيغال جولدين 

باحث مُشارك: ناجي دعّاس

طاقم المعهد المُرافق: دان جار وأوري عيّك

 

 

 

يلخص هذا التقرير نتائج واستنتاجات بحث قُطري شامل، يُعدّ الأوّل من نوعه في البلاد، الّذي يتناول خصائص واحتياجات وتجارب وتصورات المثليّين في داخل المجتمع العربي في البلاد.

أُجرِيَ البحث خلال العام 2021 تحت إشراف كُلّ من المعهد الإسرائيليّ لأبحاث الجندر ومجتمع الميم، والأغودا لأجل مجتمع الميم في إسرائيل، بالتّعاون مع "بيت الميم"-مُؤسّسة خاصّة بمجتمع الميم العربي في إسرائيل.

يعتمد البحث على منهجيّات كمّيّة ونوعيّة، تضمّن فيه حوالي 167 مُشاركًا من مُجتمع الميم العربي في إسرائيل، من جميع أنحاء البلاد، يمثّلون مجموعة متنوعة من الهويّات الجنسيّة والجندريّة مع خلفيّات اجتماعيّة وديموغرافيّة متنوّعة.

تُشكّل البيانات الّتي جُمِعَت في البحث قاعدةً مُهمّة وشاملة المعرفة حول موضوع المثليّين العرب في إسرائيل، وتُستخْدَمُ هذه البيانات حاليًا في عمليّة تخطيط وبناء برامج عديدة لتأسيس منظمة اجتماعيّة مُستقلّة في إسرائيل تُدعى "بيت الميم".

تُعرَضُ نتائج واستنتاجات البحث لأوّل مرّة باللّغة العبريّة للجمهور الواسع، الباحثين والباحثات، المنظمات والمؤسّسات المُختلفة، والنّاشطين الاجتماعيين. نأمَلُ أن تَخْدِمَ هذه المُعطيات والبيانات الأوّليّة، الّتي جمعناها، صانعي القرار، السّياسيين، والمُتخصّصين في الرّفاه الاجتماعيّ، التّربية والتّعليم، وكافّة المُهتمّين بالمُشاركة في بناء التّغيير الاجتماعيّ في المجتمع العربيّ في إسرائيل. وسينشرُ البحث كُلّه باللّغة العربيّة بشكلٍ منفصل لاحقًا.

نتقدّمُ بخالص الشّكر والعرفان لجميع القوى الفاعلة، الشّراكات، وأفراد المجتمع الّذين انضمّوا إلى هذا المشروع الرّائد، والذين شاركوا تجاربهم الشّخصيّة، وكرّسوا الوقت والجُهد للمُشاركة في المُقابلات والدّراسات الاستقصائيّة، وساعدوا في نشر وتجنيد المشاركين، وساهموا في العديد من الطّرق لتطوير وإكمال البحث ليكون على ما هُو عليه اليوم. شُكرنا الخاصّ لجميع المُشاركين والمُشاركات الّذين يقفون خلف السّتار ويفضّلون عدم الكشف عن هويتهم. بدون هؤلاء الأفراد، لم يكتمل هذا المشروع ليكون على ما هُو عليه.

 

 

سيغال جولدين 

رئيس المعهد الإسرائيلي لأبحاث الجندر ومجتمعات الميم

 

ران شلهفي

المدير العام للأغودا – جمعية مجتمع الميم في إسرائيل

 

مجتمع الميم والأقليّات الجنسيّة والجندريّة في المُجتمع العربيّ في البلاد

بحث إجرائي قُبيل المُباردة للتغيير الاجتماعيّ

 

مُلخّص البحث

تُشير الدّراسات الّتي أُجريت في جميع أنحاء العالم حَوْلَ مُجتمع الميم في الُبلدان الإسلاميّة والعربيّة وفي البلدان غير الإسلاميّة إلى الخصائص، المميّزات، التّحديات والاحتياجات الخاصّة الّتي يطلّبها أعضاء مجتمع الميم. غالبًا، تُستمدُّ هذه الخصائص والاحتياجات من الوضع الخاصّ لأفراد مجتمع الميم داخل نسيج الحياة الاجتماعي في المجتمعات التّقليديّة والدّينية، أو لمكانتهم الاجتماعيّة بكونهم أقلّيّة داخل أقلّيّة (قوميّة عربية)، أو كلاهما معًا. في إسرائيل، لم تُعدْ أبحاث أو دراسات حتّى الآن حول موضوع مجتمع الميم العربي. لذلك، فإنَّ المعلومات المتوفّرة حاليًا حول قضاياه الأساسيّة التي تتعلّقُ مُباشرةً بحياة أفراد المجتمع، تبدو محدودةً للغاية.

البيانات الأساسيّة الّتي استسقيناها من أجل هذا المشروع الاجتماعيّ (مواقف الجمهور العربيّ حول قضايا المثليّين والمثليّات وأعداد اللاجئين من المجتمع العربي في الملاجئ المخصّصة لمجتمع المميم) تُؤكّد فرضية البحث الّتي تدّعي بأنَّ مجتمع الميم العربي في إسرائيل (مسلمون، مسيحيون، ودروز) تُعاني من أزمّة التّكيّف من ثلاث جوانب: أوّلًا كونها أقليّة قوميّة/دينيّة في الإسرائيل، وبكونها أقليّة جندرية/ جنسيّة في داخل المجتمع العربيّ، وأخيرًا باعتبارها أقليّة دينيّة/ قوميّة في داخل مجتمع الميم الإسرائيليّ.

 أهداف البحث: (1) يهدف البحث إلى جمع البيانات والمعلومات الحاليّة حول وضع مجتمع الميم العربي في إسرائيل اعتمادًا على أدوات البحث الكمّيّة والنّوعيّة، والّتي ستوفر لنا فهمًا عميقًا للخصائص والاحتياجات والتحديات وعوامل الخطر ومصادر الحصانة، (2) تحسين مجال المعرفة والمعلومات حول مجتمع الميم العربي من معلومات تُساهم أو تُعيق تعزيز التّغيير الاجتماعي في القضايا الّتي تؤثر على حياة المثليين والمثليّات في المجتمع العربي في إسرائيل، من وجهة نظرهم/ن. (3) كذلك يهدف البحث إلى اتاحة الفُرصة أمام  أفراد مجتمع الميم العربي والنّشطاء والمنظّمات وأصحاب المصلحة الآخرين.

منهجيّة البحث: بحث الفعل الاجتماعي، الّذي يعتمد على قراءة تحليليّة للمصادر والمراجع العلميّة، مُقابلات بحث متعمّقة، واستبيان مسح قُطري. النتائج والاستنتاجات والتوصيات: المثليّين والمثليّات في المجتمع العربي في إسرائل، يواجهون العديد من الصّراعات الدّاخليّة (على المستوى الفردي) جنبًا إلى الصراعات بينهم كأفراد وبين البيئة، المجتمع ودوائر المعرفة من حولهم. إضافةً إلى التّجارب المشتركة الّتي يعيشها مجتمع الميم في مواجهة القضايا مُختلفة المُتعلّقة بالهويّة وتعريف الذّات، ورهاب المثليّة، وغير ذلك.

يُمكننا تأطير التحديات والصعوبات التي يواجهها مجتمع الميم العربي في إسرائيل بعدد من النقاط: (أ) تعرّض أفراد من مجتمع الميم بشكل كبير جدًّا لرهاب المثليّة بشكلٍ علنيّ، في جميع دوائر الاجتماعيّة، بما في ذلك تعرّضهم للتنمّر والعنف على الصّعيد الجسدي واللفظيّ، الّذي يُشكّل عامل خطر حقيقي لدى فئة الشّباب. (ب) التّعامل مع الخوف، الأزمات بشكلٍ كبير جدًّا، فهناك العديد من المُشاركين في البحث الّذي أكّدوا أنّ هويّتهم الجنسيّة والجندريّة هي مصدر قلق وارتباك وعجز بالنّسبة لهم. (ج) اختيار العيش في داخل "الخزانة" وعدم قدرتهم على التّعبير عن هويّتهم الّتي تتلاءهم بسبب تجارب الخوف، الوحدة، الشّعور بعدم الانتماء، الارتباك والعجز. (د) الضّعف الاقتصادي، وخاصة بين فئة الشّباب حتّى سن الـ30، والنّساء، والعابرين والعابرات جنسيًّا. (هـ) إمكانيّة الوصول إلى موارد البشريّة مُنخفضة بل وشبه معدومة مثل خدمات الاستشارة والرّفاه الاجتماعي، والوصول إلى المعلومات الأساسيّة حول حقوقهم، إضافةً إلى عدم درايتهم للكيفيّة التّواصل مع شبكات منظمات LGBT ، والشّبكات الاجتماعيّة للنشطاء من مجتمعات الميم المُختلفة كالّتي تتوفّر لأفراد مُجتمع الميم للناطقين باللغة العبريّة في إسرائيل. مع ذلك، تُشير نتائج البحث أيضًا إلى وجود مصادر دعم وقوّة يتمتّع بها أبناء مُجتمع الميم العربي، وخاصّة تلك المنوطة برغبتهم الحقيقيّة في إحداث تغيير اجتماعي في مجتمعهم العربيّ. على سبيل المثال، العديد من المُشاركين/ات في البحث أشادوا بعبارات إيجابيّة فيما يتعلّق بهويّتهم الجنسيّة / الجندريّة (56% من المُشاركين/ات ادّعوا أنّهم يشعرون بالفخر فيما يتعلّق بهويّتهم الجنسيّة والجندريّة الّتي هُم عليها) إضافةً إلى أنَّ غالبيّتهم يرون أهمّيّةً كُبرى لإحداث تغيير حول الواقع الحالي فيما يتعلّق بوضعهم ومكانتهم في المُجتمع العربي. الواقع المُعقّد، الّذي يرتسم من خلال نتائج البحث، لمجتمع الميم يجعل من الهويّة الجنسيّة/ الجندريّة عاملًا يلعبُ دورًا مُهمّا في الحياة، ولذلك تتّسم هذه الهويّة بشكلٍ دائم بالأزمات والمشاكل والصّعوبات الكثيرة. يُعبر أفراد مجتمع الميم عن حاجة ماسّة لضرورة تغيير الوضع الرّاهن إضافةً رغبتهم في أخذ دورٍ قياديّ في التّغيير (على الرغم من أن جزءًا واضحًا من مجتمع الميم، وخاصة الجيل الكبير، هُم أكثر تشاؤمًا ولا يؤمنون بالإمكانية الحقيقيّة لصنع التّغيير). فيما يتعلّق بأشكال الدّعم والمُساعدة الّتي يحتاجها أبناء مُجتمع الميم، فإنَّ نتائج البحث تُؤكّد أنَّ أفراد مجتمع الميم العربي يُفضّلون الحصول على مُساعدات واستشارات باللغة العربيّة وليس بلغةٍ أُخرى، إضافةً إلى تلقيهم الدّعم من مؤسّسات ومنظّمات عربيّة مُستقلّة ليست تابعة أو جزء من منظّمات عبريّة أو غير ذلك. وإلى جانب ذلك، يُطالب أفراد مجتمع الميم العربي بنشر الوعي والتّربية حول القضايا المُتعلّقة بالثّقافة الجنسيّة، الجندريّة والجنسانيّة من أجل الوصول إلى قيم التّسامح فيما يتعلّق بقضايا مجتمع الميم العربي.

تُقدّم لنا نتائج البحث ومعطياته لأوّل مرّة بشكلٍ واضح وشامل أصواتًا من داخل مجتمع الميم العربي الّذي كان على ما يبدو شفّافًا وغير مرئيّ في السّابق. إنَّ الصّعوبات والتّحديات الّتي يكشف عنها البحث، جنبًا إلى جنب مع مصادر القوّة والدّعم الموجودة عند أبناء هذا المجتمع، إضافةً إلى الرّغبة القويّة والمُلحّة في تغيير الوضع الرّاهن، يجب أن تسمع جيدًا وبشكلٍ واضح من قبل مُنظّمات مجتمع الميم والهيئات ذات الصّلة المكلّفة بتقليص الفجوات الاجتماعيّة بشكل عامّ، وبالمواضيع المُتعلّقة بمجتمع الميم بشكلٍ خاصّ. 

إنَّ جميع نتائج البحث ستكون مُتوفّرة لجميع الهيئات والجهات المُهتمّة بمجتمع الميم العربي. وسنبقى على أمل أن تكون هذه الدّراسة بمثابة قاعدة بيانيّة أساسيّة للتطوير الفعّال لخُطط العمل العمليّة والعلميّة في مجالات الّتربية والتعليم، الرفاه الاجتماعي، وبناء المجتمعات، وتطوير الخدمات أمام مجتمع الميم العربي في إسرائيل، مع الاهتمام الدّقيق بالخصائص والاحتياجات الفريدة الّتي يحتاجها أبناء مُجتمع الميم العربي، وكافّة المجموعات المُستضعفة المنطوية في داخله، وستتوفّر هذه المُعطيات لجميع صُنّاع التّغيير ومصادر الدعم والحماية الّتي تُشكّل جُزءًا لا يتجزّأ من هذا المجتمع.

 

 

 

 

 

مجتمع الميم والأقليّات الجنسيّة والجندريّة في المُجتمع العربيّ في إسرائيل

 

ملخص تنفيذي: تُقدّم هذه الدّراسة مُلخّصًا، يُعدُّ الأوّل من نوعه على مستوى الدّولة، يحوي نتائج واستنتاجات مركزيّة. تُشير هذه الدّراسة إلى مميّزات مُجتمع الميم واحتياجاتهم، وتجاربهم، وتصوّرات أفراد مُجتمع الميم في المجتمع العربي في إسرائيل. أُعدّ هذا البحث خلال العام 2021، من قبل المعهد الإسرائيلي لبحث الجندر ومجتمع الميم، وبالتّعاون مع جمعيّة بيت الميم العربيّة في إسرائيل. تضمّن في هذا البحث 167 مُشاركًا ومُشاركةً من مجتمع الميم العربي في إسرائيل، من جميع أنحاء البلاد، والّذين يمثلون مجموعة متنوّعة من الهويّات الجنسيّة والجندريّة، ومن خلفيّات اجتماعيّة وديموغرافيّة مُختلفة. يدمج البحث بين أدوات بحثيّة مُتنوّعة؛ كمّيّة ونوعيّة، وقد تم تصميمه وإدارته كمشروع بحث اجتماعي (بحث عملي)، وقد شارك في جميع مراحل البحث مجموعة من أفراد مُجتمع الميم العربي في إسرائيل. تُستخدم نتائج البحث اليوم بهدف بناء خُطّة عمليّة بهدف إنشاء جمعيّة خاصّة بمجتمع الميم العربي في إسرائيل "بيت الميم". 

 

الأهداف العامة: (أ) جمع وتحليل البيانات الموثوقة والحديثة حول احتياجات وخصائص أفراد من مجتمع الميم العربي في إسرائيل، (ب) تشخيص العوامل المثبطة والعوامل المحتملة التي قد تساهم في تعزيز تغيير اجتماعي مفيد في القضايا الّتي تؤثّر على حياة أفراد مُجتمع الميم العربي في إسرائيل، (ج) إنشاء قاعدة بيانات شاملة حول الخصائص والاحتياجات والتّحدّيات وعوامل الخطر ومصادر المُساهمة والحصانة في مجتمع الميم العربي في إسرائيل ، (د) توفير المعطيات والمعلومات لأعضاء مجتمع الميم والنّشطاء والمنظّمات وكُلّ المهتمّين بذلك.

 

منهجيّة البحث: يعتمد البحث على مزيج من الأدوات المنهجيّة الكمّيّة والنّوعيّة. شمل البحث على  دراسة شاملة للمصادر والمراجع والمقالات والدراسات العلميّة المُختلفة الّتي تُسلّط الضّوء على مجتمع الميم العربي في العالم (في كُلّ من الدّول العربيّة / الإسلاميّة وغير العربيّة / الإسلامية) وفي إسرائيل. شمل البحث على مقابلات متعمّقة حيث أُجريت وجهًا لوجه مع 12 مُشارك ومُشاركة من مجتمع الميم العربي في إسرائيل، الّذين يُمثّلون شريحة متنوّعة من الهويّات الجنسيّة والجندريّة، استبيان قُطري تضمّن 32 سؤالاً مغلقًا و7 أسئلة مفتوحة، شارك فيه 167 شخصًا من مجتمع الميم العربي، والّذين يُمثّلون مجموعة متنوعة من الهويّات الجنسيّة والجندريّة، ومجموعة متنوعة من الخلفيّات الاجتماعيّة والدّيموغرافيّة.

أهمية البحث: تكمن أهميّة البحث أوّلًا في كونه بحثًّا يُسلّط الضّوء على أقلّيّة اجتماعيّة لم تحظّ حتّى الآن بأيّ اهتمامٍ، فقد أنار البحث على هذه الفئة من خلال جمع وتحليل البيانات الشّاملة والمعمقة الخاصّة بها. تُمثّل نتائج البحث إلى حد كبير صوت "أقلّيّة شفّافة"، تكادُ تكون غير مرئيّة وغير مسموعة في المجمل العام في إسرائيل، والّذي يُقدر عددها بما يتراوح بين 100000 و 125000 مواطنًا ومواطنةً. غالبًا ما يواجه مُجتمع الميم العربي في إسرائيل تحديّات مُضاعفة وعوامل خطر ثُلاثيّة وذلك بكونهم أبناء أقلّيّة قوميّة / دينيّة في دولة إسرائيل، وكونهم أفراد من مجتمع الميم في المجتمع الإسرائيلي، ولكونهم أفراد من مجتمع الميم في المجتمع العربي. إنّ المكانة الفريدة الّتي تتمتّع بها هذه المجموعة لكونها تتأرجح داخل الفضاء الهرمي للهويّات القوميّة والدّينيّة والجنسيّة والجندريّة والجنسية من ناحية أُولى، وكونها تنتقص بشكلٍ كبير للبيانات والمعرفة الحالية حول وضع هذه الأقليّة الجنسيّة/الجندريّة مع عدم توفّر معلومات حول خصائصه واحتياجاته من ناحية أخرى – تعتبر هذه المعلومات والمعُطيات حجر الأساس لهذا المشروع البحثي الأوّلي والفريد من نوعه. 

ثانيًا ، نحن نرى بهذه الدّراسة أهمّيّةً كُبرى بيد أنّها تُتيح لنا فُرصة للحصول على نتائج ومُعطيات جديدة ومُثيرة تتعلّق بجمهور البحث، وبكونها تُقدّم معلومات فريدة لجمعيّة بيت الميم على وجه الخصوص، ومنظمات مجتمع الميم بشكل عام. إضافةً لذلك، فإنَّ هذه المعلومات ستخدم العديد من المهنيين والمهنيّات في مجالات الرّفاه الاجتماعي والتربية والتّعليم، وجميع أصحاب المصلحة والهيئات ذات الصّلة الّتي ترغب في المشاركة في تعزيز التّغيير الاجتماعي بشكلٍ إيجابي فيما يتعلّق بحياة أفراد مُجتمع الميم في المجتمع العربي. يُمثّل البحث الرّاهن مُلخّصًا شموليًّا حول موضوع مجتمع الميم والأقلّيّات الجنسيّة والجندريّة في المجتمع العربي في إسرائيل. نحن نرى بهذا المشروع خُطوة أوّليّة للدعوة إلى تقديد وإعداد أبحاث ودراسات مُستقبليّة حول مُجتمع الميم من أجل تقديم معلومات ومعطيات أكثر عُمقًا فيما بعد حول القضايا الّتي نوقشت في هذه الدّراسة. 

 

 

 

 

 

 

النتائج الرّئيسيّة:

1. العمر

شارك في البحث أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 46 سنة. مُتوسّط ​​العمر هو: 23.54، ومنتصف ​​العمر هو: يمثل 22. الأشخاص الّذين تتراوح أعمارهم من 16 إلى 19 عامًا يُمثّلون 35٪ من جمهور البحث المُشارك، والأعمار من 20 إلى 25 عامًا يُمثّلون نسبة 34٪ من جميع المشاركين، وتشكل الأعمار من سن 26 عامًا فما فوق 31٪ من جميع المشاركين. 

ينعكس من هذه المُعطيات بأنّ الفئة العُمريّة الصّغيرة للمُشاركين في البحث تعكس تحيّزات جمهور البحث (نُشر نموذج الاستطلاع على الشّبكات الاجتماعيّة باستخدام طريقة "كرة الثلج" ممّا أتاح الفرصة لنقله بين الأفراد بحسب دائرة المعارف لديهم)، إضافةً للتّغيّيرات الّتي حدثت في السّنوات الأخيرة في المجتمع العربي في إسرائيل فيما يتعلّق بمجتمع الميم، الّذي سمح وأتاح لبعض أفراد جيل الشّباب للتماهي والتّواصل في مواضيع تتعلّق بهويّتهم الجنسيّة والجندريّة. 

2. مكان الإقامة

 يسكن معظم المُشاركين في البحث ونسبتهم (54٪) في المنطقة الشّماليّة من البلاد، ويعيش 37٪ منهم في مناطق حيفا والناصرة والكريوت، و17٪ في الجليل والجولان. و17٪ آخرون يعيشون حاليًّا خارج البلاد أو في مناطق الضّفّة، و11٪ يعيشون في منطقة المثلث وشارون، 10٪ في القدس والمنطقة المحيطة بها، و6٪ في منطقة تل أبيب - يافا ، و3٪ في منطقة غوش دان ، و3٪ في جنوبي البلاد.

 

3. الهوية الدينية

45٪ من المُشاركين هُم مُسلمون ، 17٪ عرّفوا أنفسهم كمسيحيين ، 4٪ دروز، 25٪ ملحدين، 9٪ أجابوا بـ"آخر". تعكس هذه البيانات اختلافًا كبيرًا فيما يتعلق بالتّوزيع السُّكانيّ للعرب في إسرائيل، والّتي تضمّ، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي، حوالي 83.6٪ مسلمون، و 8.9٪ مسيحيين، و 7.3٪ دروز. وبناءً على هذه البيانات، يمكن الافتراض أنَّ العديد ممن عرّفوا عن أنفسهم بأنهم "ملحدين" أو أشاروا بـ"آخر" وُلدوا في بيت لعائلة مُسلمة. ومع ذلك، من الواضح أنّ نسبة المسيحيّين أعلى بكثير من نسبتهم في المجمل العامّ.

4. الوضع العائلي

الغالبية العظمى من المُشاركين (68٪) هم من غير المتزوجين، وحوالي خُمس المُشاركين (21٪) هم مرتبطون، و 4٪ متزوجون، و 3٪ مُطلّقون، و 3٪ أشاروا بالإجابة "آخر"، و 1٪ مخطوبون.

5. الوضع التّعليمي والعملي 

نسبة عالية من المُشاركين في البحث هُم طُلّاب جامعيّون وطُلّاب المرحلة الثانوية (35٪ و 11٪ على التوالي). يعمل 70٪ من المُشاركين في البحث كعمال في القطاع العامّ، إمّا بدوام كامل أو جزئي، أو في وظائف شاغرة بحسب الفُرص المُتاحة. وحوالي ثلثي أولئك الذين لا يعملون، يبحثون عن عمل، والثلث الآخر لا يبحثون عن عمل.

 6. الوضع الاقتصادي

حدّد مُعظم المشاركين في البحث (55٪) وضعهم الاقتصادي على أنّه أقل من المتوسّط ​​، وأشار 25٪ إلى أنَّ وضعهم الاقتصاديّ بأنّه متوسّط​​، وأشار 20٪ على أنّ وضعهم أعلى من المتوسط. من الواضح أنَّ الوضع الاقتصاديّ للشباب حتّى سنّ 30 عامًا، والمثليّات، والنّساء العابرات جنسيًّا هو أسوأ من وضع البالغين فوق 30 عامًا، والرجال المثليين، وأولئك الّذين لا يعرّفون أنفسهم على من العابرين جنسيًّا.

7. السّكن

يعيش معظم المُشاركين في البحث (56٪) في منزل والديهم، و 24٪ يعيشون بمفردهم خارج منزل والديهم، و 13٪ في سكن الطلاب أو مع رفقاء في السّكن، و 4٪ ليس لديهم مكان إقامة دائم، أو يعيشون في نُزُل/مأوى أو شقة انتقاليّة.

الهوية الجنسية والجندريّة

8. الهوية الجندريّة

يُمثّل المشاركون في البحث مجموعة متنوّعة من الهويات الجنسيّة والجندريّة. حوالي نصف المشاركين 49٪ ذكور، و 42٪ إناث، و 9٪ عرّفوا أنفسهم بـ"آخر". 27٪ من المشاركين يعرّفون أنفسهم كعابرين جنسيًّا (من بين المشاركين الّذين حدّدوا هويّتهم الجندريّة بآ"آخر")، يعرّف البعض أنفسهم على أنهم "جندر كوير" وآخرين على أنّهم "و/ أو غير ثنائيي الجنس"، "و/ أو "عابر جندري"، "و/ أو متردّدون".

9. الهوية الجنسيّة والتّوجّه الجنسيّ

يبدو أنّ الهويّة الجنسيّة/ الجندريّة في مجتمع الميم العربي تُماثل أيضًا الهويّات عند فئة الشّباب في المجتمعات الأخرى في العالم.  تُظهِر نتائج البحث أنَّ هناك عددًا من الخصائص "المحلّيّة" الخاصّة بتعريف الهويّة الّتي تنفرد بها الأقلّيّات الجنسيّة والجندريّة في المجتمع العربي في إسرائيل. 

يُشير الاستطلاع إلى اتّجاهات مُعقّدة ومُركّبة في التّعريف الذّاتي للهويّة الجنسيّة. ويبرز ذلك من خلال الإجابات المعروضة عبر السّؤال: "اعتبارًا من اليوم، كيف تحدّد ميولك الجنسية؟ (يمكنك الإجابة على أكثر من خيار واحد) ، 13٪ من الإجابات كانت "أنا مثلي"، و 10٪ "رجل ينجذب إلى رجال آخرين" ، و 7٪ من الإجابات كانت "امرأة تنجذب إلى النساء". اعتمادًا على ذلك، فإنّ %30 من الإجابات تضمّنت على هويّة جنسيّة محلّية خاصّة في العرب. وتتطابق بقيّة الإجابات (المثليين والمثليّات وثنائيي الجنس والكوير وغيرها) مع التّفسيرات "الغربيّة" للهويات الجنسيّة والجندريّة. وتؤكد هذه النتائج على الحاجة إلى فهم عميق لمُجتمع الميم العربي، في السّياقات الاجتماعيّة والثّقافيّة ذات الصّلة بهم.

التّجارب والتّصوّرات والمواقف المتعلّقة بالهويّة الجنسيّة / الجندريّة

10. العُمر الأوّلي للوعي الذّاتي حول الهويّة الجنسيّة/ الجندريّة

إنَّ الغالبية العظمى من المشاركين في البحث يرون بأنًّ وعيهم الذّاتي حول هويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة بدأت في فترة المُراهقة والطفولة. وتتوافق نتائج الاستطلاع مع نتائج المُقابلات الّتي أُجريت بالتّقريب.  وهذا يعني بالتّالي إلى أن الأشخاص الّذين شاركوا في البحث قد اكتشفوا بأنّهم مُختلفون في هويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة عن الآخرين من أبناء جنسهم. إنَّ تجربة الاختلاف الّتي ]صادفها هؤلاء الأشخاص تُشكّل لديهم مصدر قلق وارتباك على الصّعيد الشّخصي وكذلك على المحيط الّذين يعيشون به. تُبين نتائج الاستطلاع على أنَّ 27% من المُشاركين واعيون لهويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة قبل بلوغهم سنّ الـ12، و36% بين الأعمار 13-15 سنة، و24% بين الأعمار 14-16 سنة، وفقط 13% من جيل 19 وما فوق. 

 

11. الحياة داخل وخارج الخزانة

غالبًا ما يختار العرب من مجتمع الميم، كما تُظهر نتائج البحث، إخفاء هويتهم الجنسيّة، سواء عن البيئة المباشرة أو عن الدوائر الاجتماعيّة البعيدة عنهم. برزت هذه المُعطيات بشكلٍ جليّ أيضًا عبر المُقابلات الّتي أُجريت ومن خلال الإجابات الواردة في الاستطلاع القُطريّ. تُبيّن لنا نتائج المُقابلات الّتي أُجريت أنّ الأسباب الرّئيسيّة لاختيار العيش في "الخزانة/ الخفاء" هي: الخوف من عدم تقبّل المُحيط والبيئة لهويّتهم، والخوف من الرّفض الاجتماعيّ والعاطفيّ، والخوف من تلقّي الأذى الجسديّ لدرجة القتل، والشعور المتأصّل بالتناقض حول التماهي مع القيم الدّينية و/ أو العُرق والتّقاليد (العار، والشّعور بالذّنب، والارتباك، وكراهية الذات) التي لا تسمح بالتّواصل بشأن قضايا الهوية الجنسية والجندريّة مع البيئة والمُجتمع.

في الواقع، إنَّ الغالبية العُظمى من المشاركين في الاستطلاع 83٪ اختاروا أن يعيشوا حياتهم في "خزانة" أي في الخفاء. وأفاد 50٪ من المشاركين أنّهم اختاروا أن يعيشوا حياتهم بالكامل في الخزانة (الخفاء)، أو في خزانة (الخفاء) بشكلٍ جُزئيّ (12٪ منهم أفادوا أنّهم لم يكشفوا عن هويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة لأي شخص، و 38٪ أفادوا أن قلّة قليلة ممن حولهم على علمٍ بشأن هويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة )، و 33٪ أفادوا بأنهم يعيشون خارج الخزانة بشكلٍ جزئيّ بمعنى أنّهم شاركوا أشخاص من حولهم فيما يتعلّق بهويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة. بالمقابل، أفاد 17٪ فقط من المشاركين أنهم يعيشون حياتهم خارج الخزانة بشكلٍ كامل أي أنّهم أعلنوا عن مثليّتهم. اعتمادًا على هذه البيانات، فإنَّ نسبة المُشاركين في البحث ممن اختاروا أن يعيشوا حياتهم خارج الخزانة أي بشكلٍ مُعلن كبيرة ذلك نظرًا لسهولة الوصول إلى الاستطلاع الّذي تمّت مُشاركته عبر شبكات التّواصل الاجتماعيّ. وهذا يُفسّر بالمُقابل عدم رغبة الكثيرين من الأشخاص الّذين يعيشون هويّتهم الجنسيّة داخل الخزانة أي بالخفاء نظرًا إلى خوفهم من الانكشاف. 

12. الدّعم الّذي يتلّقاه المٌشاركون فيما يتعلّق بهويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة 

ردًا على أحد أسئلة الاستطلاع وهو: "إلى أي مدى يدعمك هؤلاء الأشخاص فيما يتعلّق بهويتك الجنسية؟" ، أفادت الغالبية العظمى من المُشاركين أن عائلاتهم القريبة (72٪) والبعيدة (84٪) لا تدعمهم على الإطلاق، كما أفادت الغالبية العظمى أنّ دوائر المعارف الاجتماعيّة البعيدة لا تُشكّل مصدرًا داعم لهم ( 75٪ ). على الرّغم من عدم توفّر مصادر دعم من قبل الأسرة والدّوائر الاجتماعية البعيدة (في المجتمع ، في المدرسة ، في العمل ، إلخ)، يرى غالبية المشاركين (67٪) أنّ الدائرة المقربة من الأصدقاء يُشكّلون مصدر دعم لهم في سياق هويتهم الجنسيّة / الجندريّة.

13. التجارب والتصورات الذاتية فيما يتعلق بالهوية الجنسية / الجندريّة

 ترى الغالبيّة العُظمى من المشاركين (88٪) أنَّ التعامل مع الهوية الجنسيّة/ الجندريّة هي قضيّة مركزيّة في حياتهم.

ويتماهى 92 ٪ من المشاركين إلى حدٍّ كبير مع العبارة الّتي تقول: "أودّ أن أشعر بتحسّن أكثر أو راحة بشأن هويتي الجنسية / الجندريّة".

في الاستطلاع، قُمنا بدراسة درجة تماهي المشاركين مع عبارات مُختلفة تُشير إلى مشاعرهم وخبراتهم المتعلّقة بالهويّة الجنسية والجندرية. قدّم السؤال عبارتين إيجابيتين "في معظم الأوقات أشعر بالراحة اتّجاه من أنا فيما يتعلّق بهويتي الجنسية / الجندريّة"، وعبارة أُخرى "في معظم الأوقات أنا فخور بما أنا عليه فيما يتعلّق بهويّتي الجنسيّة والجندريّة" وعبارتين سلبيتين "في أغلب الأحيان، تكون هويتي الجنسية / الجندريّة مصدر قلق في حياتي"، وعابرة أُخرى "أشعر في معظم الأوقات بالخجل أو الذّنب فيما يتعلق بهويتي الجنسيّة/الجندريّة".

العبارة التي تماهى معظم المُشاركين معها هي "في معظم الأوقات أشعر بالفخر فيما يتعلّق بهويتي الجنسيّة/ الجندريّة'' (65٪ من المشاركين أشاروا إليها إلى حد كبير جدًا)، تليها عبارة "معظم الوقت أنا أشعر بالسلام / بالراحة مع ما أنا عليه" واختيرت من قبل 57٪ من المُشاركين.

في الوقت نفسه، يتماهى معظم المُشاركين أيضًا، إلى العبارات ذات الطّابع السّلبيّ فعلى سبيل المثال، يتماهى 81٪ من المُشاركين مع العبارة "في معظم الأحيان، تكون هويتي الجنسية / الجندريّة مصدر قلق في حياتي" (61٪ من المُشاركين أشاروا لذلك بدرجة كبيرة جدًا حتّى المتوسّطة). ويتماهى 58٪ مع العبارة "أشعر في معظم الأوقات بالعار / الذنب فيما يتعلق بهويّتي الجنسيّة/ الجندريّة"، وقد أشار 32٪ من المُشاركين إليها بدرجة كبيرة حتّى المتوسّطة.

14. تجارب رهاب المثليّة

تظهر نتائج البحث، مدى الصّعوبة الّتي يواجهها أفراد مُجتمع الميم فيما يتعلّق برهاب المثليّة. تؤكّد هذه البيانات الحاجّة الملحّة لاتّخاذ خطوة نحو تطوير وتغيير منهجي شامل فيما يتعلّق بهذه القضيّة. تظهر الدّراسة أنّ غالبيّة أفراد مُجتمع الميم يتعرضون لرهاب المثليّة بشكل كبير، في جميع مجالات الحياة: في المنزل، في التفاعلات الأسريّة، في المدرسة أمام الزّملاء وأمام أعضاء هيئة التّدريس، في الحيّ، على شبكات التّواصل الاجتماعيّة، وفي الأماكن العامّة. وهذا يعني أنه في جميع الأماكن، الخاصّة والعامّة على حدٍّ سواء، يتعيّن على أفراد مُجتمع الميم العربي التّعامل مع رهاب المثليّة كمسألة روتينية، في كثير من الأحيان. إضافةً إلى تعرّضهم للتنمّر والعنف الجسديّ والكلاميّ، سواء كان موجّهًا إليهم بشكل مُباشر أو غير مُباشر.

عمليًّا، يبدو أنه اعتبارًا من اليوم، لا تُوجد هناك مساحة آمنة، الّتي تُشكّل بالنّسبة لأفراد مُجتمع الميم العربي مركزًا للحماية والشّعور من رهاب المثليّة. 

المساحات الكُبرى الّتي يتعرّض فيها أفراد مُجتمع الميم لرهاب المثليّة هي المدرسة، والمجتمع / الحي السكني، والمنزل.

88٪ من المُشاركين تعرّضوا لرهاب المثليّة في المدرسة من قبل طلاب آخرين. 67٪ تعرّضوا بشكلٍ شخصيّ رهاب المثليّة من قبل زملائهم في المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، 45٪ تعرّضوا لرهاب المثليّة من قبل أعضاء الهيئة التّدريسيّة في المدرسة. أفاد 22 ٪ منهم أنّهم تعرّضوا رهاب المثليّة من أعضاء هيئة التدريس، بشكلٍ دائم وفي كثير من الأحيان.

تعرض 84 ٪ لرهاب المثليّة في الحي السّكنيّ والبيئة الّتي نشأوا فيها.  61٪ تعرّضوا بشكلٍ شخصيّ لرهاب المثليّة  في الحيّ الّذي يقطنون به. 36٪ أفادوا أنهم تعرّضوا بشكلٍ شخصيّ لرهاب المثّليّة في البيئة والحيّ الّذي يقطنون به بشكلٍ دائم تقريبًا أو في كثير من الأحيان.

80٪ من المُشاركين تعرضوا برهاب المثليّة في الأسرة (من الوالدين أو الإخوة والعائلة)، و57٪ منهم تعرّضوا لرهاب المثليّة بشكلٍ شخصيّ في أُسرهم. أفاد 35٪ أنهم تعرّضوا لرهاب المثليّة في الأسرة بشكلٍ دائم تقريبًا أو في كثير من الأحيان.

بكلمات أُخرى، أن تكون فردًا من أفراد مُجتمع الميم في المُجتمع العربي في إسرائيل، يعني أنّك ستعيش دائمًا في حالة رهاب مُوجّهة من قبل المُجتمع اتّجاهك. 

 

رهاب المثليّة بشكل عام، لا يُعتبر فقط علامةً على عدم المساواة الاجتماعيّة، ولكن لرهاب المثليّة هُناك آثار وتداعيات مُدمّرة، على المستوى النّفسيّ والعاطفيّ، وعلى المستوى الاجتماعيّ. ليس هناك شَكّ، في أنّ هُناك علاقة بين اختيار العديد من أفراد مجتمع الميم "للعيش في الخزانة (الخفاء)"، والعبء الصّحّيّ، النّفسيّ والاجتماعيّ الّذي يواجهونه في حياتهم بشكلٍ عامّ. ومع ذلك، فإنّ اختيار "العيش في الخزانة (بالخفاء)"، تُعدّ استراتيجيّة للحفاظ على حياتهم وفي حماية أنفسهم من العُنف المُوجّه ضدّهم. ويكون هذا القرار –العيش في الخزانة (الخفاء)-يُؤدّي أيضًا إلى الحياة في ظلّ ظُروف معيشيّة صعبة تشمل الشّعور بالوحدة والخوف والعار والشعور بالذنب. لذلك، بمنظور أفراد مُجتمع الميم، فإنَّ قرار "العيش في الخزانة (الخفاء)" لا يمكن قبُولُهُ كَحَلّ للعنف ورهاب المثليّة الجنسيّة الموجّه ضدّهم.

15. التصورات والمواقف حول القضايا المتعلقة بحياة الأفراد من مجتمع الميم العربي 

بالإجابة على السّؤال "إلى أي مدى أنت راضٍ عن موقف العوامل التالية اتّجاه الأشخاص وقضايا مجتمع الميم؟"، أشارت الغالبيّة العُظمى من المشاركين عن عدم الرّضا عن الوضع الحالي في جميع مجالات الحياة.

90٪ غير راضين على الإطلاق/ وغير راضين بشكلٍ مبدئيّ عن موقف المجتمع العربيّ بشكلٍ عامّ اتّجاه أفراد مجتمع الميم وقضاياهم.

88٪ غير راضين على الإطلاق/ وغير راضين بشكلٍ مبدئيّ عن موقف نظام التّعليم اتّجاه أفراد مجتمع الميم وقضاياهم.

87٪ غير راضين على الإطلاق/ وغير راضين بشكلٍ مبدئيّ من موقف السّلطة المحلية لأفراد مجتمع الميم وقضاياهم.

 86٪ غير راضين على الإطلاق/ وغير راضين بشكلٍ مبدئيّ عن موقف البيئة المُحيطة بهم اتّجاه أفراد مجتمع الميم وقضاياهم.

 79٪ غير راضين على الإطلاق/ وغير راضين بشكلٍ مبدئيّ عن موقف عائلاتهم اتّجاه أفراد مجتمع الميم وقضاياهم.

16. هل من المهم؟ أو من الممكن؟ تغيير موقف المجتمع العربي اتّجاه مُجتمع الميم؟ 

بشكلٍ غير مُفاجئ، تعتقد الغالبيّة العُظمى من أفراد مُجتمع الميم أنّ تعزيز التّغيير في موقف المجتمع العربي اتّجاه أفراد مجتمع الميم وقضاياهم هي قضية مهمة إلى حد كبير جدًا / وإلى حد كبير (84٪). وفقط قلّة قليلة يعتقدون أن القضيّة ليست مهمة على الإطلاق (4٪) أو مهمة إلى حدٍّ صغير (3٪).

في الوقت نفسه، عندما سُئل المشاركون في الاستطلاع عمّا إذا كان من الممكن، في رأيهم، من الممكن إجراء تغيير في موقف المجتمع العربي اتّجاه قضايا أفراد مجتمع الميم، اعتقد 60٪ من المُشاركون فقط أنّه سيكون من الممكن بالفعل تعزيز مثل هذا التغيير بينما، يرى فقط 28٪ أنّ ذلك غير ممكن، و 12٪ لا يعرفون. يبدو أنَّ معدلات التّشاؤم من إجراء تغيير في موقف المُجتمع العربي يمكن مُلامستها عند الأفراد من الفئات العمريّة الكُبرى. 

يمكن اعتبار الفجوة بين ما يُنظر إليه على أنه "مرغوب فيه" (ما هو مهم) وما يُنظر إليه على أنه "مطلوب" (ما هو ممكن) يُمكن اعتباره كمقياس للتأشير على التفاؤل / التشاؤم في المجتمع فيما يتعلق بمستقبل مُجتمع الميم. يؤمن بعض المُشاركين (28٪) أنّه من غير الممكن تغيير الوضع الحالي، على الرغم من أنَّ الغالبيّة العظمى ترغب في التغيير. يشير هؤلاء المُشاركين إلى مؤشر التشاؤم في المجتمع، فهم بالتّالي يِثرين أيضًا إلى الشّعور بالعجز في مواجهة رهاب المثليّة في المجتمع العربي. من ناحية أُخرى، فإنَّ أكثر من نصف المُشاركين ما يُقارب 60٪ ، يعتقدون أنه من الممكن العمل على تغيير الواقع، وهؤلاء هُم من نرى بهم قادة التّغيير الّذي من الممكن تسخيرهم من أجل اتّخاذ قرارات مُستقبليّة من أجل إجراء تغيير اجتماعي في وضع مُجتمع الميم العربي.

17. درجة أهمية تغيير الوضع الراهن حسب الموضوع 

عُرض على المُشاركين تسعة مواضيع وصوّت المُشاركين عليها بحسب سُلّم أهمّيّتها بدرجات مُتفاوتة "مهمة جدًا إلى حد كبير" أو "مهمة إلى حد كبير" فيما يتعلّق بأهمّيّة تغيير الوضع الراهن حول وضع مجتمع الميم العربي من بين المواضيع التّسعة: "منع المضايقات والعنف والتمييز في الأماكن العامة" (96٪) ، "منع التحرّش والتعنيف والتمييز في المدرسة" (95٪) "تقديم خدمات الاستشارة القانونيّة لأفراد مجتمع الميم باللغة العربيّة '(95٪) ، "منع التحرّش والعنف والتمييز داخل الأسرة" (91٪)، "تقديم خدمات الإرشاد والدّعم للمجتمع باللغة العربية، من خلال مهنيين "( 91٪)، "إنشاء جمعيّة لمجتمع الميم مُستقلة وخاصّة بالمُجتمع العربي" (90٪). من بين الموضوعات المُهمّة الّتي سلّط المُشاركون الضّوء عليها "المضايقات والعنف والتمييز في المدرسة".

 بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ مُعظم المُشاركين من أفراد مُجتمع الميم يُفضّلون إنشاء مُنظمة/ جمعيّة عربيّة مستقلة خاصّة بمُجتمع الميم، من أجل إجراء وتعزيز التّغيير الاجتماعيّ، مقارنة بإمكانية مُبادرات التعاون بين مُجتمعي الميم العربي واليهودي كشكل من أشكال تعزيز التغيير الاجتماعي. وفي ذلك، يتبيّن أنَّ 60٪ فقط يرون أن مثل هذه المبادرات هي مهمّة للغاية، مقارنة بـ 90٪ يرون إنشاء جمعيّة/ مُنظمة مُستقلّة خاصّة بمجتمع الميم العربي هي مسألة أهمّ.

18. أنماط المشاركة الاجتماعية في المجتمع

إنَّ مُعظم أفراد مُجتمع الميم لا يُشاركون في الأنشطة الاجتماعيّة مع أفراد آخرين من مُجتمع الميم، لا في الأنشطة المُقدّمة باللّغة العربيّة ولا في الأنشطة باللغة العبريّة. الصورة النّمطيّة لوسائل المشاركة الاجتماعية في مجتمع الميم هي باعتبارها تحوي مُبادرات فرديّة منوطة على المعارف والمُقرّبين منهم، فهُم نادرًا ما يُشاركون في الأحداث أو الأنشطة الاجتماعية العامّة أو الخاصة بهم. فهُم لا يُشاركون مثلًا في لقاءات جماعيّة أو احتفالات خاصّة بهم، ولا يودّون أو يرغبون في التّعرّف على أفراد من مجتمع الميم وحتّى أنَّ التّواصل في شبكات التّواصل الاجتماعي تكاد تكون محصورة فقط على 37% من بين أفراد مُجتمع الميم العربي. 

الصورة الّتي تظهر، بعبارة أخرى، ليست صورة "مجتمع" بالمعنى الاجتماعيّ للدعم والمشاركة والمعاملة بالمثل والانتماء، ولكنها صورة لمجموعة من الأفراد، غالبيتهم لا يعترفون بهويّتهم الجنسيّة / الجندريّة بالعلن إنّما بالخفاء "داخل الخزانة"، ولنضف لذلك أنّ غالبيّتهم يتعرّضون لرهاب المثليّة والعداء، العدوانيّة، العنف والتّنمّر، وقليلًا منهم ممن يتلّقون الدّعم فيما يتعلّق بهويّتهم الجنسيّة/ الجندريّة. أفاد 80٪ من المُشاركون أنّهم لم يشاركوا مطلقًا في الأنشطة الاجتماعيّة لمجتمع الميم العربي، و 72٪ لم يشاركوا مطلقًا في حفلات أو أحداث مُتعلّق بمجتمع الميم العربي ، وفقط 37% أفادوا أنّهم يتصفّحون في كثير من الأحيان أو في معظم الأوقات على مواقع الانترنت المخصّصة لمُجتمع الميم، مقارنة بـ 38 ٪ الذين لم يفعلوا ذلك أبدًا / نادرًا.

19. التعرف على منظمات المجتمع 

غالبية كبيرة (77٪) من أفراد مجتمع الميم سمعوا عن منظّمة/ جمعيّة القوس، وحوالي النّصف (51٪) سمعوا عن منظمة ألوان، و(51٪) سمعوا عن جمعية "الإغودا"، ومعظمهم لم يسمعوا عن منظمات مجتمع الميم الأخرى الّتي عُرضت في الاستطلاع. بالنسبة لأولئك الذين سمعوا عن مُنظّمات وجمعيّات خاصّة بمُجتمع الميم، هناك تفضيل واضح للتّواصل مع جمعيّات عربيّة- فلسطينيّة، وليس مع منظّمات/ جمعيّات إسرائيليّة أو تلك الناطقة باللغة العبرية. جمعية القوس هي الجمعيّة المركزيّة الّتي أشرا إليها غالبيّة المُشاركين، وقد أشار 83% بأنهم كانوا على اتّصال وتواصل مع هذه الجمعيّة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملخص الاستنتاجات والتوصيات

أفراد مُجتمع الميم العربي في إسرائيل يُواجهون ويتعرّضون إلى صراعات على الصّعيد الشّخصيّ والفرديّ ومع صراعات أُخرى على المستوى العامّ من صراعات وتوتّرات مع البيئة ودوائر المعارف القريبة والبعيدة والمُباشرة وغير المُباشرة. كذلك فهم يُواجهون تجارب عديدة تنصبّ في مسألة تعريف الهويّة الجنسيّة/ الجندريّة وتعريف الذّات، ورهاب المثليّة وغير ذلك. إنَّ التّحدّيات والمواجهات الّتي يتعامل معها أفراد مجتمع الميم في المجتمع العربي في إسرائيل تتطلّب خصائص واحتياجات خاصّة وفريدة من نوعها.  تشير نتائج البحث إلى القوة والانتشار المرتفع لرهاب المثليين بشكل عام والعُنف الموجّه بشكلٍ خاصّ لأفراد مُجتمع الميم في المجتمع العربي، فحتّى اليوم، يبدو أنّهُ لا توجد مساحة آمنة تقريبًا يشعر بها أفراد مُجتمع الميم بالأمن والأمان من مظاهر رهاب المثليّة، سواء في المنزل أو في المدرسة، في الشارع، في المجتمع، في الفضاء العام، في الدوائر الاجتماعية البعيدة، في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. بحسب نتائج البحث، فإنَّ ارتفاع أشكال العُنف ورهاب المثليّة يُشكّل سببًا للكثير من الاضطراب العاطفيّة والنّفسيّة والصّحّيّة، لذلك فهُم يختارون العيش بالخفاء "داخل الخزانة". ومع ذلك، فإن "العيش في الخزانة" ليس بالضرورة هُو الحلّ الأفضل والأنسب لأفراد مُجتمع الميم، حيث أنّ العيش في الخفاء وفي الخزانة يأتي مصحوبًا بمشاعرٍ من الخوف والتوتر والوحدة والشعور بعدم الانتماء والارتباك والعجز. ومن ناحية أخرى، فإن إمكانية وصول أفراد مُجتمع الميم إلى سُبل وآليات الرّعاية تبدو محدودة مثل الحصول على الاستشارة وخدمات الرّعاية الاجتماعيّة، والحصول على المعلومات الأساسيّة، والمُشاركة في أنشطة منظمات مجتمع الميم، والشبكات التّواصل الاجتماعيّة، وما إلى ذلك. فمثل هذه الآليات مُتاحة بشكلٍ كبير بالنّسبة لغالبيّة أفراد مُجتمع الميم في إسرائيل الناطقين بالعبرية أكثر ممّا هي مُتاحة بالنّسبة لأفراد مُجتمع الميم العربي، ويرجع ذلك إلى العوائق المختلفة المتعلّقة بالعلاقات اليهودية العربيّة. في حين أنّ الصّورة العامّة الّتي تنتقيها هذه الدّراسة تُدلّ على التحدّيات الّتي تواجهها الغالبية العُظمى من أفراد مجتمع الميم، فإن إحدى النتائج المهمّة في هذه دراسة هي الأهمّيّة الكبيرة الّتي يوليها أفراد المجتمع لإمكانية تغيير الوضع الحالي فيما يتعلق بقضايا مجتمع الميم العربي في إسرائيل. على الرغم من أن جزءًا كبيرًا 28% لا يؤمنون بإمكانيّة تغيير الوضع الرّاهن، وأنَّ جزءًا آخر غير مُتأكّد / لا يعرف ما إذا كان التغيير خيارًا واقعيًا (12٪)، ثم يعتقد مُعظم المشاركين في الدراسة (60٪) أن الوضع الحالي يمكن تغييره (من وجهة نظر المشروع الحالي)، ويمكن اعتبار الأخيرين بمثابة وُكلاء وقادة للتغيير الّذي يُمكن تبنّيه مُستقبلًا، ويمكن اعتبارهم كشركاء وقادة للعمليات وخطط عمل عمليّة نحو أهداف واقعية سيتم تحديدها من قبل أفراد مجتمع الميم أنفسهم/هن. بالإضافة إلى ذلك، فإنّنا نُؤكّد أنّ أفراد مجتمع الميم يُفضّلون، على وجه الخصوص، تقديم آليات الدّعم باللّغة العربيّة، بهدف تمكين وضعهم الاجتماعي في المُجتمع العربي، جنبًا إلى تعزيز التغيير العامّ في هذه القضايا في المجتمع العربي. إنَّ نتائج البحث والاستطلاع تكشف لنا صوتًا مُباشرًا وشفّافًا منقولًا على لسان أفراد مُجتمع الميم لأوّل مرّة، بيد أنَّ هذه الأصوات لم تكن في السّابق لا مسموعة ويكاد يكون هؤلاء الأفراد غير مرئيّين. الصعوبات والتحديات التي يكشف عنها البحث، جنبًا إلى مصادر القوّة والدّعم الموجود في المجتمع، وجنبًا إلى الرّغبة القويّة والمُلحّة في تغيير الوضع الراّهن، يجب أن تُسمَعَ بوضوح من قبل مُنظّمات مجتمع الميم، والهيئات ذات الصلة المنوط بها تقليص الفجوات الاجتماعيّة بشكل عام، والتّمكين والتّوجيه الإيجابيّ للفئات المُستضفعة في ظلّ البيئة الاجتماعية الّتي يعيشون فيها. استجابةً للصوت الواضح المسموع في هذه الدراسة، هناك حاجة للتطوير الفعّال لخُطط التّغيير والاستجابات المخصّصة، والّتي ستكون عبارة عن أُذنٍ صاغية لجُلّ المشاعر والاهتمامات الخاصّ بالاحتياجات الّتي يطلبها أفراد مُجتمع الميم العربي ولجميع الفئات المُتشكّلة في داخلها.

bottom of page